20785393312868276
recent
آخر المقالات

كيف تساعد أطفالك على التعامل مع الطلاق

الخط
Like Wikibia on Facebook
كيف تساعد أطفالك على التعامل مع الطلاق

كيف تساعد أطفالك على التعامل مع الطلاق


يعدّ الأطفال من بين أهمّ المخاوف التي تواجه الوالدين عند التفكير في الطلاق، فالمشكلة الأهم في هذه الحالة هي التفكير في حجم التوتر و الإرباك الذي سيخلّفه الطلاق للأبناء مما يعني ضرورة تقديم مزيد من الجهود للحفاظ على الصحة النفسية و العاطفية للطفل فضلا عن التفكير في حجم الاكتئاب و القلق الذي تسبّبه فكرة أن بابا و ماما لم يعودا يعيشان معا بعد الآن.


بغض النظر عن السنّ، قد يشعر معظم الأطفال بالغضب و التوتر فور علمهم بنيّة والديهم في الانفصال فإذا كنت مطالبا بنقل خبر من هذا النوع إلى أطفالك فأنت مخير بين أن تجعلهم يشعرون بالبؤس أو تساهم في تخفيف وقع الصدمة عليهم.

مساعدة أطفالك على التعامل مع الطلاق أمر بالغ الحساسية و يتطلّب منك أن تكون ملما باحتياجاتهم الخاصة و عدم التقصير في تقديم الدعم النفسي و المعنوي. من المؤكد أن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق إلا أن النصائح التالية قد تساعدك على التعامل مع الأمر بحكمة و رويّة.


كيف تساعد أطفالك على التعامل مع الطلاق؟
يستحسن أن يقوم الوالدان معا بهذه العملية بدل أن يخبرهم كلّ طرف على حدة و ننصح بالتزام الهدوء و الحكمة في هذه المرحلة مع الصدق و الوضوح و تجنّب الإشارة إلى الأسباب و العوامل المؤدية إلى الطلاق.

يمكنك استخدام أحد التعابير التالية على شاكلة أنه لم يعد بإمكاننا العيش معا لذلك فالمضي قدما هو أفضل شيء لنا  و نعدكم بالاستقرار و السعادة التي ربما افتقدناها في خضم مشاكلنا المستمرة.

لا تبخل على أطفالك بالمحبة و الدعم و لا تنس أن تخبرهم أن الطلاق ليس خطأهم على الإطلاق و لا يتحملون فيه أية مسؤولية كما أكّد لهم أن حبك لهم قد تضاعف أكثر من أي وقت مضى.

يمكنك الحديث عن طلاقك مع المستشار النفسي للمدرسة أو المعلمين أو الطبيب حيث سيساعدك هؤلاء في التعامل مع الأطفال و تهوين الأمر عليهم.


توقع ردة فعل أطفالك

تختلف ردة فعل الأطفال حيال هذا الأمر باختلاف العمر و الشخصية المميزة، إلا أنها لن تخرج في المجمل عن مزيج من القلق و الصدمة حتى و إن كان الأطفال يعلمون أن العلاقة بين والديهما ليست على ما يرام فإن الطلاق يعدّ صدمة نفسية بالنسبة لهم.

تختلف ردود الأفعال باختلاف الفئة العمرية للأطفال كما أسلفنا إلا أن معرفة هذه التصرفات في مجملها يعدّ أمرا مهما في مساعدة طفلك على مواجهة الطلاق كنهاية حتمية لعلاقة مضطربة مع شريك حياتك.


من الرضاعة إلى 4 سنوات.


تعتبر هذه الفئة العمرية الأكثر اعتمادا من غيرها على الوالدين.

لا يمكن للطفل في هذه المرحلة العمرية أن يعبر عن أفكاره بوضوح لكن يمكنه الإفصاح عن مشاعره، فمن خلال مراقبة سلوكه يمكن الكشف بسهولة عن قلقه و ارتباكه من خلال ملاحظة أفعال تشفّ عن التوتر على غرار التبول في الفراش.


من 5 إلى 8 سنوات.


يمتلك الطفل في هذه السن فهما و رؤية للواقع أفضل من ذلك الذي لم يبلغ سن ارتياد المدرسة بعد إلا أنه قد يشعر بالحيرة و الارتباك لفقدان أحد الوالدين بعد أن أصبح بحكم الطلاق غير مقيم في منزل الأسرة و ربما يشهد صراعات نفسية عنيفة في عالمه الخاص الذي ينقسم عادة في هذا العمر إلى خير مطلق و شر مطلق.


من 9 إلى 12 سنة.


يميل المراهقون في العادة إلى الوقوف في صف الأم أو الأب دون التزام الحياد إلا أنهم قد يشعرون بالارتباك إزاء الوضع الذي هم فيه و ربما بحثوا عن طرف يكون بمثابة كبش فداء لإلقاء اللوم عليه.


ساعد أطفالك على التعبير عن مشاعرهم

يجب عليك مساعدة أطفالك في التعبير الجيد عن مشاعرهم و أحاسيسهم حيث غالبا ما يقوم سلوكهم بعكس الحالة النفسية التي يعيشون فيها على غرار الغضب و البؤس و في هذه الحالة يجب أن تكون مستمعا جيدا و أن تدعوهم للتعبير عما يخالجهم من مشاعر و انفعالات. يمكنك القول بكل بساطة “تبدو حزينا اليوم هل تريد إخباري بالأشياء التي تجعلك تشعر بالسوء” هذا الأمر يجعلك قريبا من أطفالك و يمنحهم الثقة في شخصك مما يمكّنك من التخفيف عليهم و المساهمة في تجاوز أزمة الطلاق.


قم بتقدير مشاعرهم

يمكن ذلك عن طريق قول أشياء من قبيل “أنا أشعر بالسوء الذي تشعرون به و يمكنني أن أحس بالوحدة التي تحسون بها في غياب الأب” عليك أن تشعر أطفالك أن مشاعرهم طبيعية و مشروعة فما واجهوه ليس بالأمر الهين.

حاول أن تجعلهم يشاركونك مشاعرهم و انفعالاتهم قبل اتخاذ الخطوات الملائمة لتشعرهم بالتحسن بل إنه من واجبك أن تجعلهم يشعرون بالسعادة مستقبلا بعد تجاوز الأمر.


لا تتوقف عن تقديم الدعم لأطفالك

قم بتقديم الدعم المتواصل لأطفالك، يمكنك سؤالهم ببساطة عن الأشياء التي ستجعلهم يحسون بتحسن حتى و إن لم يقدموا قائمة تحتوي على مثل هذه الأشياء.

يمكنك اقتراح بعض الأفكار على غرار المشي أو الجلوس معا لبعض الوقت

أو مداعبة الحيوانات المفضلة عندهم. قد يشعر الأطفال بتحسن عند التخاطب مع الأب عبر الهاتف أو التقاط صورة لتراها الأم في نهاية اليوم.


حافظ على علاقة طيبة مع شريكك السابق

لا تتخاصم أمام أطفالك. النقاشات الساخنة مع شريكك السابق حول أمور مهمة على غرار النفقة يجب أن تدور عبر الهاتف و بتحفظ شديد كي لا يعرف أطفالك فحوى الأحاديث. وفقا لنتائج البحوث الأخيرة، الأطفال الذين يشعرون بالسوء حيال الطلاق أكثر من أقرانهم هم أولئك المعرّضين لمعارك الوالدين المستمرة.

لا يتطلب الأمر أن تصبح الصديق الحميم لشريكك السابق لكن حاول فقط أن تجعل الأمور تحت السيطرة.

العديد من الأزواج لا يمكنهم التفاهم على الإطلاق بسبب مشاكل الثقة المتبادلة و استحالة التوافق لكن لتفادي مضاعفات هذا الأمر و تأثيره على أطفالك حاول ألا تجعلهم يشاهدون فصلا من فصول الصراع مع شريكك مهما كانت الأسباب.

لا تقم بالإساءة إلى شريكك السابق و لا تجعل أطفالك يتابعون أطوار الصراع بينكما و الأهم من ذلك لا تتفوه بالسوء في حق شريكك السابق أمام أطفالك فهو والدهم قبل أن يكون زوجك أو هي أمهم قبل أن تكون زوجتك و عليك احترام المحبة التي يكنها الأطفال لشريكك الآخر.


حافظ على حياة مستقرة

حاول قدر الإمكان تفادي التحولات الكبيرة التي تؤثر على حياة ابنك على غرار الانتقال إلى منزل جديد و قم بدفع الأمور لتتجه نحو الروتين العادي للأسرة لتشعر طفلك أن كل الأمور على ما يرام و لم تحدث تغييرات كبيرة.

للحد من الاضطراب و التوتر عليك بالحفاظ على الأنشطة الروتينية لطفلك على غرار ارتياد المدرسة و النوادي و زيارة الأسرة و الأصدقاء.

عليك ببذل ما في وسعك للحفاظ على استقرار حياة طفلك حيث أن هذا الأمر سيشعره بكونه محبوبا.


كن والدا جيدا

لا تمنع طفلك من زيارة والدته فقط لمعاقبة شريكك السابق حيث يجب أن يتواصل الطفل مع والديه بشكل متواصل حتى و إن كانا منفصلين حيث أن حرمان الطفل من رؤية أحد والديه أمر في غاية الخطورة و له عواقب وخيمة على التكوين النفسي لأطفالك.

كن على طبيعتك مع أطفالك كالوالد الذي لطالما عرفوه حيث سيشعرون بالأمان ما دمت ثابتا و راسخا.


احصل على المساعدة

إن واجه طفلك صعوبة في التعامل مع مسألة الطلاق لا تتردد في طلب المساعدة.

سيشعر الطفل الأصغر سنا بالقلق و الاضطراب و قد يعاني من بعض السلوكات اللاإرادية على غرار التبول الليلي أما المراهق فقد يشعر بالاكتئاب و العدوانية و الغضب و قد يواجه مشاكل في المدرسة.

ما تحتاجه تماما في هذه المرحلة هو استشارة أخصائي معالج.

إن كنت عاجزا على الحفاظ على علاقة سلمية مع شريكك السابق لا تتردد في طلب المساعدة حيث أن استشارة أخصائي معالج يمكن أن تكون مفيدة في هذه المرحلة و تساهم في خلق جو من السلام.

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة