20785393312868276
recent
آخر المقالات

كيف تجعل الناس تحترمك

الخط
Like Wikibia on Facebook
كيف تجعل الناس تحترمك

كيف تجعل الناس تحترمك


كلنا نريد أن نحصل على احترام و تقدير الآخرين. تظهر الأبحاث أن الاحترام مفتاح أساس في حياتك العاطفية و المهنية. لكن المسألة صعبة لأن الآخر يسرع في إطلاق الأحكام فمثلا، يقدر الناس مدى جاذبيتك في 13 جزء من الثانية نعم جزء من الثانية. الانطباع الأولي أهم مما تتخيل. الانطباع الأولي هو أهم جزء في مقابلة العمل و بمجرد أن يأخذ عنك انطباع معين يصبح من الصعب تغييره.



إذن كيف تحصل على الاحترام الذي تستحقه؟ تعال معنا ننظر إلى الأبحاث العلمية في هذا الشأن و نرى ما الذي ينجح و ما الذي لن يفيدك في شيء.



السلطة تجلب الاحترام و لكن..

أيهما يجعلنا أسعد، المال أو السلطة؟ السلطة. أيهما نفضل أكثر، المال أو المرتبة الاجتماعية؟ المرتبة الاجتماعية. ماهو الشيء الذي يريده الأطفال أكثر من أي شيء آخر عندما يكبرون؟ الشهرة.

نقتبس هنا مقولة نيكولو ماكيافيلي: “إذا كان عليك أن تختار بين أن تحب أو تهاب، اختر الهيبة.” أجل، السلطة تجلب لك الاحترام.



على الجانب السيئ، يتصرف أصحاب النفوذ و السلطة بشكل سيء. تقلل السلطة من التعاطف و عادة ما تدفعنا إلى تحقير الآخر. في واقع الأمر، الإشارة الواضحة التي تدل على أن شخصا يمتلك السلطة هو خرقه للقوانين. و السبب هو أنه يستطيع الإفلات بفعلته. و العكس صحيح أي عندما نرى شخصا يخرق القوانين نفترض أنه يمتلك السلطة. الغضب هو إظهار للكفاءة. الأشخاص النرجسيون يتلقون ترقيات أكثر و الوقحون يربحون دخلا أكبر.



يصرح البروفيسور المساعد في قسم دراسة الموارد البشرية بجامعة كورنيل، مدرسة العلاقات في الصناعة و الشغل قائلا: “المغلوب مغلوب وفي الآخر يضرب بالطوب” الرجال الذين حلو متأخرين في مؤشر القبول يتلقون أجورا أكثر بـ 18% أو 9772 دولار أمريكي كصافي سنوي يزيد عن الرجال اللطيفين و النساء الوقحات يربحن أكثر بـ 5% أو 1828 دولار أمريكي زيادة في السنة أكثر من نظيراتهن الودودات.

يبدوا أيضا أن بعض الصفات السلبية المرتبطة بالنرجسية تلعب دوار هاما في بعض المهام. لقد أعطى الانتقاد و الحرص الشديد على الالتزام بالقواعد في الواقع تأثيرا إيجابيا على تطور مهارات القيادة لدى الطلاب المتدربين. يتمم البروفيسور استنتاجه من دراسته بأن بعض الخصال السلبية يمكن أن تكون ملائمة لبعض وضعيات العمل.



تظهر الأبحاث حتى أن انعدام الإحساس بالقوة يجعلك أغبى. و لكن، الاحترام الذي مرده السلطة و السلوك المشين يكلف ثمنا.

يجعلك تجاهل الضحك على نكت الآخرين في موقع القوي و لكنه يحرمك من الترابط الاجتماعي. إنكار الانبهار بإنجازات الآخرين يزيدك قوة و لكن أبحاث العلاقات توضح أن هذا الفعل سلوك هدام. بإظهارك للتسلط، تقوض علاقاتك بالآخرين و تقلب الناس ضدك.



ماذا عن مكان العمل؟ هل تحتاج إلى التبختر كالطاووس في أرجاء الشركة لتوضح للجميع أنك الزعيم.

تفيد أبحاث جامعة هارفارد أن الناس يفضلون العمل مع بليد محبوب على أن يعملوا مع وقح كفء و لو لم يريدوا الاعتراف بذلك. يمتنع الأشخاص المتسلطون الإصغاء و هو شيء مكلف فمثلا يتعرض الأطباء الذين لا يصغون إلى دعاوى قانونية أكثر. القادة المخيفون في الواقع يقلصون من مردود الفريق.

الظهور بمنظر القوي يجلب حتما الاحترام و لكن بتكلفة عالية. إذن، هل من الأفضل أن تكون شخصا طيبا؟



يحب الناس الشخص الطيب.. أحيانا.

هل يمكن أن تكون لطيفا و تحظى بالاحترام؟ معظم الناس يعتقدون أن الأشخاص الطيبين ينداس عليهم و لكن البروفيسور في جامعة وارتون، ببنسلفانيا آدم غرانت يشرح في كتابه أخذ و عطاء (Give and Take) أن المعطائين على رأس هرم النجاح.



في بعض المجالات كالخدمة العسكرية يجب أن تكون قويا صحيح؟ يوضح شون أكور في كتابه أفضلية السعادة (The happiness Advantage) أن القيادة المثلى تنبني على التشجيع. يقول أيضا في نفس السياق بوب سوتن الأستاذ في جامعة ستانفورد أن الموظفين يعملون بجهد أكبر حين يتلقون الشكر من رب العمل.



لا يعترف الأشخاص الأقوياء بالحاجة للمساعدة. قد يظهر عليهم الضعف لكنهم في نهاية الأمر لن يتعلموا شيئا. أفضل طريقة للتعلم كما يبدو هي طلب المشورة ببساطة. يحصل مفاوضو محتجزي الرهائن على ما يريدونه بالاستماع و التعاطف.



إذن هل الأمر بهذه البساطة؟ أن تكون لطيفا طوال الوقت؟ للأسف لا. غالبا ما ينتهي المعطاؤون في المؤخرة لأنهم يغلبون حاجيات الآخرين على حاجياتهم مما يسبب لهم الاحتراق من كثرة العمل أو فتح المجال للانتهازيين لاستغلالهم. تظهر الأبحاث أن عدم الحزم في حماية مصالحك يحد من وصولك لأهدافك و لكن العدوانية المفرطة أيضا تضر بعلاقاتك الاجتماعية فما العمل؟



السر في الاعتدال.

لا يحترم الناس فقط الآخر بسبب السلطة أو بسبب اللطافة فقط. تظهر الدراسات أن الناس يحكمون عليك بناءا على صفات الكفاءة و الدفء. عالمة النفس الاجتماعي إيمي كادي تبحث في طريقة تقييم الناس للآخر. تقول الدكتورة أن الكفاءة و الدفء هما العاملان الأكثر أهمية حيث يشكلان 80% من تقييمنا الإجمالي للآخر. الجانب المخادع في المعادلة هو أن الناس يفترضون التناقض بين هاتين الصفتين. في تصور الناس أكثر كفاءة يعني أقل دفئا و أكثر دفئا يعني أقل كفاءة.



فكرة الاعتدال فكرة عليها إجماع تقريبا و لكن ماذا لو أخطأت قليلا. ذلك يجعلك محبوبا أكثر لأن ذلك يظهر الجانب الإنساني فيك. القادة الأفضل قادة معتدلون، خليط من الخشونة و الليونة.

مهما كنت كفئا، إذا كنت لينا زيادة عن اللزوم سيتحدى الناس سلطتك. و لكن إن كنت تمارس السطوة بدون أن تمتلك أفكارا خلاقة و تلجأ للقوة لتبقى في منصب السلطة فإن الناس ستمقتك. تختم الدكتورة حديثها بالقول: “النجاح في القيادة تتطلب مزيجا من السطوة و الجلال”.



يقول غوتام موكوندا بروفيسور في جامعة هارفارد أن القادة العظماء يتحلون بالكثير من الثقة في النفس و بالتواضع. هناك بعض الاستثناءات طبعا، فمثلا حين يظهر الرجال الغضب يبدون أكثر كفاءة بينما تقيم النساء بشكل سلبي عند إبداء نفس ردة الفعل. و في المقابل يحض المجتمع الرجال على الانفتاح و إظهار ضعفهم و لكن المجتمع يعاقبهم لاحقا لفعل ذلك.



أن تكون شخصا يتحلى بكل هاته الصفات مهمة مستحيلة أليس كذلك؟ ألا يمكنك تزييف الأمر؟ تستطيع لكن هناك مجازفة.



لا تتقمص الشخصيات.

“زيفها حتى تنجح”. القليل من الادعاء لا يشكل مشكلة. و لكن من الخطأ أن تعتقد أنه بادعاء القوة سيحترمك الناس بل على العكس، كل ما ستجنيه هو خسارة الأصدقاء و تكوين عداوات و من سيكونون بجانبك سيساندونك ما دام لديك شيء لتقدمه. إظهار الطيبة المكيافيلية تجلب مصيرا أسوأ. من الصعب كسب الثقة و من السهل خسارتها.

هذا المنطق ربما يبدوا من التقوى و الورع، إليك سببا ماديا: الادعاء لا ينجح. على الأقل ليس لوقت طويل. يستطيع الناس أن يكونوا عنك فكرة بنسبة دقة عالية، في الحقيقة محاولة الظهور بمظهر الحذق يجعلك تبدوا غبيا.

الطريقة الوحيدة لتكون مقنعا هو أن تتقمص الشخصية من الداخل أو ما يسمى بالشخصية الواهمة. بالتقمص الكامل لشخصية ما و مع مرور الوقت نصبح ما نتوهم. أن تكون قويا و أخرقا ليس بالأمر المحبب و أن تكون ودودا بالكامل على نفس القدر من السوء و أما الاعتدال فهو مسألة صعبة للغاية. إذن كيف تخرج من هذه المعمعة و تحصل على الاحترام الذي تستحقه؟



كيف تحصل على الاحترام.

مالا يمكن أن يختلف عليه اثنان هو أن الثقة بالنفس تجلب الاحترام. يحب الناس الثقة بالنفس لدرجة أنهم يفضلون الكلام المعسول على النتائج الملموسة. كن واثقا من نفسك و من قدراتك. انظر كيف تقوي شخصيتك. طيب، ما هي أفضل طريقة لتكون واثقا. أن تتقن عملك و أن تكون خبيرا في مجالك. الكفاءة تعزز الثقة في النفس. الشعور بالأمان و الوعي بالذات يقضي على الخوف. أضف إلى ذلك الدفء.



كن متعاطفا و معطاءا، تعلم كيف تحقق الألفة مع الآخر. احترام الآخرين لك يبدأ حين تبدأ باحترام ذاتك. الوعي و مصارحة الذات هي سر الاحترام. حين تنبع ثقتك من داخلك فإن كيانك بالكامل يستجيب لحالتك الداخلية. لا تكن أخرقا و لا تكن موطئ قدم أو ممثلا. كن أفضل ما يمكنك أن تكون.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة