كيف تتعامل مع الطفل العنيد
العناد صفة متفشية عند الأطفال والمراهقين، و الآباء في حاجة لمهارات مختلفة للتعامل بصورة صائبة مع الطفل العنيد. التعامل مع ابن عنيد دون دفعه للإحساس بالدونية مهمة حساسة. العناد ليس حالة سلوكية شاذة بل خطأ في التعلم. يعتبر الأطفال أيضا عرضة للتوتر و الإجهاد. تفتقد معارف الطفل طرق تفادي الضغوطات أو التعامل معها بايجابية. العناد طريقة خاطئة يتعلمها الأطفال للتعامل مع الأوضاع المتوترة. إن لم تغذى مشاعرهم بشكل صحيح يمكن أن يصبح العناد سمة أو صفة ملازمة لشخصياتهم. إذن التعرف على هذه الصفة لدى الأطفال و التخلص منها شيء ضروري.
عندما يتصرف الأطفال على نحو غاضب و عندما لا يتجاوبون بايجابية مع الوضعيات الضاغطة، على الآباء أن يبادروا إلى تلقين الطفل مساوئ عناده. إظهار الغضب أمام طفل غاضب شيء غير مفيد يجعله يفهم أن الغضب هو أحسن طريقة للتعبير عن ما لا يعجبه أو عن ما يقلق راحته. أيقن فقط أن نزاعات الطفل هي ما يعبر عنه بالغضب و العناد. الجانب المشرق في المسألة أن هناك مجموعة من التقنيات تجعل الطفل يهدأ عند العناد دون الوقوع في مشاكل تربوية. إقرأ أيضا: كيف تتعامل مع مشاعر الطفل.
لا تجادل الطفل العنيد
الجدال مع الطفل العنيد سيجعل الوضع أسوأ. تجنب محاولة تهدئته بالعنف. لا يميز الأطفال الآداب أو الأعراف المجتمعية أو طريقة التعامل مع الخلافات. الصبر و المثابرة هما المفتاحان الوحيدان لتغيير سلوكهم. عندما يتصرف الطفل بعناد، لاحظ و حاول إيجاد العنصر الذي يقلق راحته و حاول تجنبيه الوضعيات التي تؤدي به إلى العناد. كل هذا سيسهل تهدئته. يحاول العديد من أولياء الأمور تأديب أطفالهم من خلال تعنيفهم أمام العامة أو بالصراخ إليهم. النقاشات الحادة تجعل الطفل يشعر أنه غير مرغوب فيه و يدمر روح المبادرة لديه. في أغلب الوضعيات لا يمكن السيطرة على العناد و خلاصك هو تعلم تلك الأساليب التي تشتت الانتباه أو تعليم الطفل تقنيات تفادي الأوضاع المتوترة.
أنصت أكثر و تكلم أقل
بدل استعمال كل الحيل الممكنة، فقط أنصت لطفلك. يعاني بعض الأطفال من العناد وراثيا. يعبر بعض الأطفال عن مشاعرهم باستمرار بينما تتكتم فئة أخرى. الولوج إلى حوار ودي مع الطفل حين يغضب أو يتوتر سيساعد على تهدئته. محادثته ستشتت انتباهه و تجعله ينسى التوتر. عندما لا يستمع الآباء يشعر الطفل تلقائيا أنه متخلى عنه أو غير مرغوب فيهم. مرات عديدة، يكون العناد وسيلة لجذب انتباه الآباء. إن شعر الأبناء أن الآباء يعيرونهم اهتماما أكثر سيختفي العناد تدريجيا.
كونك قدوة يبسط المهمة
إذا كان الآباء يستشيطون غضبا لأسباب تافهة و يدخلون في نقاشات قوية معظم الوقت فإن الأبناء سيعبرون عن توترهم بالغضب ثم يصبحون عنيدين. يعتبر الآباء أول أساتذة للأطفال لأن الأبناء يتعلمون كل شيء في مراحلهم الأولى من الأسرة. عندما يرى الأطفال آباءهم يتصرفون بغضب، فهم يفهمون مباشرة أن الغضب وسيلة للتعبير عن الإحباط. على الآباء أن يكونوا قدوة أبنائهم لكي يحاكي الأطفال السلوك و يتصرفوا بكياسة. علموهم بالأمثلة. ببساطة لا يمكن أن تتصرف بعنف و تتوقع أن يكون طفلك هادئا.
أخلق جوا مسالما بالبيت
يجب أن يكون البيت بمثابة ملجأ السعادة بالنسبة لك و لأطفالك. لا تجعلهم يأخذون فكرة سيئة عن البيت والآباء. على الأطفال أن يكونوا الأولوية عند اتخاذ أي قرار يتعلق بالبيت. يرتكب الكثير من الآباء خطأ تجنب الأطفال و إظهار الاهتمام الأكبر للضيوف أو الأعمال الشخصية. حتى عند الطبخ استمعي لمقترحاتهم و الأشياء التي يحبون تناولها. الحوار يخلق جوا من العاطفة و التفاهم و الاحترام المتبادل بالبيت و الأهم من ذلك يفتح فرصة التلقين و التعليل و من ثمة تجنب كثير من الأسئلة التي يطرحها الطفل الفضولي. يتسبب التلقين المباشر في شعورالطفل بالإهانة و يحوله إلى شخص عنيد مجددا. التلقين ضروري لكن يجب أن يكون بأكثر الطرق عاطفية. ليس بطريقة * أنا آمر إذن أنت تطيع*. بل بإقناعهم بأهمية أن إتباع بعض القواعد سيجعلنا جميعا سعداء.
اجعل الطفل يفهم الضروريات
في جميع الحالات، فهم الطفل يساعد على تشكيل صفات شخصيته. العناد في أغلب الحالات صفة يمكن تغييرها بالرعاية المكثفة و التدرب على التقنيات التربوية. نشير في الأخير أن بعض الأطفال قد يعانون من العناد كصفة سلوكية شاذة تتطلب تدخل طبيب متخصص.
إرسال تعليق