كيف تحقق الألفة مع الآخر
الألفة أو التطابق هي القدرة على دخول عالم الآخر، جعله يحس بأنك تفهمه و أن لكما أرضية مشتركة صلبة.
هل سبق و قابلت شخصا لديه ملكة في التواصل مع الناس؟ مهما كان الشخص الذي يلتقيه، هو أو هي تستطيع أن تخلق جوا من الثقة و الفهم في بضعة دقائق. من خلال الحدس، يمكن أن تعتقد أنها موهبة فطرية أي يا إما تمتلكها أو لا و هذا غير صحيح البتة. بناء الألفة مهارة يمكن لأي كان أن يتعلمها و يستعملها.
تحمل مهارة تحقيق الألفة منافع جمة أيا كانت مرتبتك ففي كل الأحوال، حين تصل لمستوى مميز من الألفة فإن الآخر سيستثمر في نجاحك.
إذن ما الذي نقصده بالألفة؟ و كيف يمكنك تعلم المهارات اللازمة لتحقيقها؟
الألفة هي علاقة تتميز بالانسجام، التطابق، التفاهم و الوئام. يمكن القول ببساطة أنك في ألفة مع شخص حين يكون هناك تقدير و ثقة متبادلة. عند تحقيق الألفة، يكون الآخر أكثر إقبالا على الانفتاح اتجاهك، شراء منتجك، يقدمك لأصدقائه أو يدعم قضاياك و أفكارك. حين تصل إلى الألفة مع شخص آخر من المرجح جدا أنك ستفعل نفس الشيء.
ما فائدة تحقيق الألفة؟
تحقيق الألفة مهارة يمكن استغلالها في كل وضعية، يمكن على سبيل المثال أن:
- تخلق رابطة تواصل إيجابي مع زملاء عملك الجدد و القدامى.
- تنبي علاقات متينة مع الزبناء و الممونين.
- تحصل على دعم لقضاياك و مشاريعك المستقبلية.
- تمهد لحودث عملية التنويم الإيحائي أو البرمجة اللغوية العصبية.
خلاصة القول، يمكن لمهارة تحقيق الألفة أن تفتح لك أبوابا و تخلق لك الفرص فبدون تحقيق الألفة لا يمكن الوصول إلى تواصل فعال.
كيف تحقق الألفة الصادقة؟
يمكنك أن تحقق التطابق بشكل صادق أو بأسلوب ماكر. يعتمد العمل الجماعي مثلا على العلاقات الطيبة و تكون في هذه الوضعية الألفة الصادقة ضرورية. إذا كنت تحقق التطابق مع شخص بغية بيعهم شيئا لن يوافقوا على شرائه عادة أو تستعمل هذه التقنية بغرض الأذية فتلك حيلة ماكرة و تلاعب بالآخر. من خلال تعلم أساليب تحقيق التطابق يمكنك ضبط هذه النوعية المتلاعبة من الناس.
كيف تحقق الألفة؟
الآن سنلقي نظرة على استراتيجيات و أساليب بناء الألفة مع الآخرين.
أولا: ابحث عن أرضية مشتركة.
تخيل كم المشاعر القوية التي تصادفك حين تلتقي بابن وطنك في منطقة بعيدة من العالم، يمكن لهذا الحدث أن يخلق الألفة فورا. كلما قابلت شخصا جديدا، احرص على إيجاد أرضية مشتركة. استعمل أسئلة مفتوحة لتكتشف بعض المعلومات الخاصة، لربما درستما في نفس المؤسسة التعليمية أو أن لديكما نفس الأذواق أو حتى شيء تكرهانه بشكل مشترك. تذكر، أي أرضية مشتركة تساعد على تحقيق الألفة. يفيد أيضا أن تهتم بهوايات الآخرين و اهتمامات حياتهم أو أن تشاركهم معتقداتهم.
تزييف القواسم المشتركة لن يطول كثيرة و عند اكتشاف الأمر ستبدو متطلبا و لا أحد يحب الشخص اللصوق (كيف تقوي شخصيتك).
ثانيا: لا تغفل مظهرك
كيف تتهندم عامل أساسي في ترك انطباع أولي جيد و تحقيق الألفة مع أي كان. يجب أن يكون مظهرك عاملا إضافيا في تطوير التواصل و ليس عائقا. تخيل معي أنك على موعد مع صباغ، أنت تلبس بذلة راقية مكلفة في حين أن الصباغ ظل اليوم بطوله يكدح في العمل و ملابسه ملطخة بمواد الصباغة. الفرق في اللباس سيحدث عدم ارتياح لدى العامل و ربما يثير الحدث امتعاضه. كقاعدة، ارتد أفضل بقلــيـل من الناس الذين تعتزم لقياهم. متى كان ذلك ممكنا، فكر في الأمر مسبقا. إذا قدمت لموعد و لاحظت أنك مهندم زيادة يكفي أن تنزع سترتك أو تفك ربطة العنق لتبدو أقل تكلفا.
ثالثا: كن متعاطفا
يتمحور التعاطف حول فهم الآخر و الرؤية من منظوره و تمييز مشاعره. يسهل مع التعاطف أن تساير محدثك و تنسجم معه على الخط. لتكون متعاطفا جيدا طور ذكاءك العاطفي حتى تفهم الغير بشكل أفضل.
رابعا: استعمل المحاكاة
المحاكاة يقتضي التعامل كمرآة للشخص الآخر بحيث تعدل نبرة صوتك و لغة الجسد لتعكس أسلوب الطرف الثاني. استعمل نفس الألفاظ و نفس أنماط الكلام، نفس سرعة التحدث و نفس الحركات بالتدقيق.
نفس الشيء بالنسبة للمحاكاة، احرص على أن تستعمل تقنية المرآة بأسلوب خفي كي لا يتم ضبطك. يعطي الأسلوب المفضوح نتائج عكسية.
خامسا: لا تتغافل الأساسيات
لكي تصل إلى الانسجام و الألفة لا يجب أن تنسى أدبيات الحوار البسيطة.
مصافحة جيدة و النظر في عيني مخاطبك. ابتسم و أقبل على مخاطبك عوض النظر بعيدا أو في شاشة هاتفك و احترم إجمالا خصوصيات الثقافة المحلية.
إعادة بناء الألفة
إذا خسرت التطابق مع شخص ما يكون من الصعب استعادة الألفة لذلك احرص على أن لا تخسر أشخاصا مؤثرين في حياتك.
اعترف بأنك لم تكن في أفضل حالاتك. كن متواضعا، اشرح بصراحة و ببساطة ما وقع و إذا لزم الأمر اعتذر. فكر في سبل لاستعادة الثقة و إصلاح ما كسر. ابذل جهدا إضافيا و حافظ على عهودك. نشير في الختام إلى أن تلبية احتياجات الآخرين النفسية أيضا تعلب دورا مهما في تحقيق الألفة.
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف