كان ستيفن هوكينج فيزيائيًا إنجليزيًا وعالمًا في معرفة الكونيات ومؤلفًا ومديرًا للأبحاث في مركز معرفة الكونيات النظري داخل جامعة كامبردج، وقد كانت اكتشافاته الأساسية في ساحات علم الكون النظري، مع التركيز على تطور الكون الذي يحكمه قوانين النسبية العامة، وعمله ذلك المتعارف عليه بدراسة "الثقوب الدودية"، فقام ستيفن هوكينج بالتنبؤ النظري بأن الثقوب الدودية تنبعث من داخلها الإشعاع، وهي نظرية تسمى "هوكينغ للإشعاع"، وأصبح ستيفن هوكينج هو أول من وضع علم الكونيات والتي تفسر تحالف النظرية العامة للنسبية وميكانيكا الكم.

ستيفن هوكينغ عالم الفيزياء البريطاني ( بحث )
تكبد ستيفن هوكينج من وضعية نادرة مهددة للحياة من التصلب الجانبي الضموري، وهي وضعية قاسى منها طوال حياته البالغة، وبدأ مرض ستيفن هوكينج عندما كان في سن الـ 21 وقد كان زمانها متابعًا لدرجة الدكتوراه من جامعة كامبردج، وجزء هائل من حياته فيما بعد، كان شبه مشلول بالكامل وقد كان يستمر بواسطة جهاز توليد الخطاب، ولم يمنح ستيفن هوكينج كل حياته للعمل والأبحاث بل كان أستاذاً للرياضيات في جامعة كامبريدج لفترة ثلاثة عقود إلى حد ماً، وزميل فخري للجمعية الملكية للفنون، ولا ننسى مشاركته في دراسة الكون وعمله الرائد في معرفة الكونيات.
مقتطفات من طفولة ستيفن هوكينج وحياته المبكرة :
ولد ستيفن هوكينج في 8 كانون الثاني، 1942، في أكسفورد، إنجلترا، ووالداه هما فرانك وإيزابيل هوكينج، وقد كان أبوه باحثًا طبيًا، وقد كان ينتسب إلى أسرة من المثقفين، وقد كانت أمه إحدى أوائل التلميذات اللواتي تخرجن من جامعة أوكسفورد.
لم يكن الوقت الذي وُلد فيه ستيفن بالزمن الجيد فيما يتعلق بأسرته، التي لم تكن لديها من المال ما يكفيهم للعيش. بالاضافة إلى ان المناخ السياسي كان متوترًا، إذ كانت إنجلترا تدخُل غمار الحرب العالمية الثانية ومُعرضة لهجمات القنابل الألمانية.
ولد ستيفن هوكينج عندما كانت أسرته وايضاً الأمة بأكملها تتجاوز بحالة حرجة مالية نتيجة لـ الحرب الدولية الثانية المتواصلة، وقد كان هو الأبن الأضخم بين أطفال أربعة، وأصبح أبوه مدير شعبة الطفيليات في المعهد الوطني للبحوث الطبية وذهب إلى أفريقيا لعمل أبحاث، وأراد أبوه له أن يصبح طبيباً، إلا أن هوكينج أبدى اهتماما أكثر بعلم الفلك.
حضر ستيفن هوكينج مدرسة سانت ألبانز، لكنه لم يكن طالبًا لامعًا أبدًا، كان أكثر اهتماما بما يصدر خارج الفصل الدراسي، وقضى زمانه وطاقته في اختراع أشياء حديثة، فيما بعد، مقابل رغبات أبوه، كان يدبر لتعلم الرياضيات ولكن بما أنه لم يقم بدراستها في جامعة أكسفورد في هذا الوقت، كان عليه أن يتعلم الفيزياء والكيمياء عوضاً عن هذا.
لَمْ يَدْفعَ ستيفن هوكينج العديد مِنْ الإنتباهِ إلى الأشياءِ الكتابيةِ وقضى وقتَه يُخْلقُ تقنياتَ مُبتكرةَ، وفي عام 1962، تطلع مع مرتبة الشرف، وذهب لحضور جامعة كامبريدج للاستحواز على درجة الدكتوراه في معرفة الكونيات، وأثناء عامه الأول، بدأ ستيفن هوكينج أن تبدو عليه مظاهر واقترانات جسدية غير طبيعية، فقد كان يغشي عليه فجأة ويسقط.
وقام في الطليعة باخفاء تلك المظاهر والاقترانات، ولكن عندما لاحظ أبوه، تم إرساله لعمل سلسلة من الإمتحانات، وتم تشخيص حالته أنه كان في المراحل الأولى من التصلب الجانبي الضموري، الأمر الذي يقصد أن الجزء من جهازه العصبي صاحب المسئولية عن إحكام القبضة على العضلات كان مغلقا وهي وضعية تهدد الحياة، ومع ذلك الوعي الحديث الذي بات يملك ومفاجأة الوفاة وحقيقة أنه لم يعد في مواجهته إلا عامين آخرين للعيش، بدأ ستيفن هوكينغ بالتركيز على أكمل وجه على أبحاثه.
وظيفة ستيفن هوكينج :
بات ستيفن هوكينج عضوا في معهد الفلك في كامبريدج في عام 1968 وقد كان بإمكانه برصد اكتشافات عالم الكونيات، روجر بنروز، وخصوصا التي أداها على "الثقب الدودي"، فقد فتنه حقا ذلك العالم حيث أنه كان يسعى الظواهر التي كانت مسئولة عن أصل الكون، وفي عام 1970، اكتشف ستيفن هوكينغ "التشريع الثاني لديناميكيات الثقب الدودي"، وجنبا إلى جنب مع جيمس م. باردين وبراندون كارتر، اقترح ستيفن هوكينج القوانين الأربعة لـ "ميكانيكية الثقوب الدودية".
زار ستيفن هوكينج موسكو في عام 1973 وساعدته مناقشاته مع ياكوف بوريسوفيتش زيلودوفيتش وأليكسي ستوبنسكيسكي على التمكن من الوصول إلى "إشعاع هوكينغ"، وفي العام الأتي، بات "زميل الجمعية الملكية"، ثم بدأ ستيفن هوكينج في الاستحواذ على مزيد من التقييم لأبحاثه واكتشافاته بواسطة مقابلاته المطبوعة والتلفزيونية، وفي عام 1975، حصل على ميدالية إيدينجتون والميدالية الذهبية، وتليها جائزين اخرتين، ثم تم تكليف ستيفن هوكينج كأستاذ كرسي في الفيزياء الجاذبية في عام 1977 وحصل على "ميدالية ألبرت أينشتاين" ودكتوراه فخرية من جامعة أكسفورد.
بدأ ستيفن هوكينج بشكل متدرجً يفقد إحكام القبضة على كلامه وأصبح من العسير فهمه، إلا أن ذلك لم يمنعه من التعيين كأستاذ لوسياسي للرياضيات بجامعة كامبريدج عام 1979، وفي عام 1985، فقد صوته كليا، ونتيجة لهذا، دعوة رعاية على طوال الوقت، وجذبت حالته مراعاة مبرمج حاسوب في كاليفورنيا، وهو الذي اخترع برنامج التحدث الذي من الممكن أن توجهه حركة الدماغ أو العين.
اكتسب هوكينج شهرة عالمية للمرة الأولى في عام 1988 مع أصدر "تاريخ مجز للوقت"، وقد كان من المفترض أن تكون نسخة مبسّطة من معرفة الكونيات للجماهير وأصبحت أكثر الكتب مبيعا، وفي عام 1993، ساهم ستيفن هوكينج في تحرير كتاب عن الجاذبية الكونية الإقليدية مع غاري غيبونز، ونشر طبعة تم جمعها من مقالاته خاصة بشأن الثقوب الدودية وسلسلة من المحاضرات التي نشرت باسم "طبيعة الفضاء والوقت".
ونُشرت في عام 1993 مجموعة شهيرة من النصوص والمقابلات والحديثات تحت عنوان "الثقوب الدودية وحشود الأطفال وغيرها من النصوص"، وتبعتها سلسلة تلفزيونية من ستة أجزاء تحت عنوان "عالم ستيفن هوكينج" وكتاب مصاحب لتلك السلسلة، وكتب ستيفن هوكينج كتابًا يسير القراءة عن معرفة الكونيات في عام 2001 تحت عنوان "الكون في القشيش"، والذي تبعه، "التاريخ الأكثر حداثة للزمن (2005) ،" خلق الله الأعداد الصحيحة (2006)، "مفتاح سر الله إلى الكون (2007) "، وما إلى هذا.
ظهر ستيفن هوكينج على نحو دائم على التلفاز أثناء تلك المرحلة، في الكثير من الأفلام الوثائقية، وتقاعد ستيفن هوكينج كأستاذ لوتشيان للرياضيات في عام 2009، نتيجة لـ نُظم ولوائح الجامعة، وواصل الشغل كمدير للأبحاث في قسم الرياضيات التطبيقية والفيزياء النظرية.
إجراءات ستيفن هوكينج الكبرى :
كان التركيز الأساسي في أبحاث هوكينج في ميدان معرفة الكون النظري، مع التركيز على تطور الكون مثلما تحكمه قوانين النسبية العامة، ويعتقد أن أكثر أهمية أعماله هي دراسة "الثقوب الدودية".
جوائز وإنجازات ستيفن هوكينج :
تم تكريم ستيفن هوكينج لاحقًا بعدد من الجوائز المرموقة مثل "الميدالية الذهبية للجمعية الملكية الفلكية"، وميداليات أخرى وما إلى هذا، ومن بين الجوائز البارزة الأخرى التي منحها لستيفن هوكينغ هي جائزة الذئب، رفيق الشرف من قبل صاحبة النيافة، جائزة يوليوس إدجار ليلينفيلد، ميدالية كوبلي، ميدالية الحرية الرئاسية، جائزة الفيزياء الرئيسية الروسية وما إلى هذا.
حياة ستيفن هوكينج الشخصية وتراثه :
إلتقى ستيفن هوكينج قرينته الأولى، جين وايلد، والتي كانت صديقة شقيقته، قبل فترة وجيزة من تشخيص مرضه، وتزوج الزوجان في عام 1965، وانجبوا ثلاثة أطفال سوياً هم روبرت ولوسي وتيموثاوس، وقد كانت جين وايلد هي واحد من أعمدة قوة ستيفن هوكينج في مطلع زواجهما، ولكن مع حالته البدنية المتراجعة وشهرته الدولية المتزايدة، بات زواجهما عبئًا عظيمًا على جين وبدأ الاضطراب ينخرط في علاقتهما.
وأثناء أواخر عام 1980، كان ستيفن هوكينج على رابطة عاطفية مع إحدى ممرضاته، إيلين مانسون، وغادرت جين وطلبت فسخ العلاقة الزوجية وتزوج ستيفن هوكينج من مانسون في عام 1995، وأثبت زواجهما أنه كان ضارا بحياة هوكينغ العائلية حيث أنه أبقاه بعيداً عن أطفاله، وقد كان يشتبه في أن إلين كانت تعتدي عليه جسديًا، إلا أن هوكينغ أنكر هذا، وطلق إيلين مانسون في عام 2006.
بدأت الوضعية الصحية لستيفن هوكينج تتدهور على نحو متنامي، ولم يعد قادراً على قيادة كرسيه المتحرك وقد كان يفتقر إلى جهاز تنفس صناعي في بعض الأحيان وتم إدخاله إلى المركز صحي عديدة مرات منذ عام 2009، وقد كان يعمل عن كثب مع الباحثين على أنظمة من الممكن أن تترجم أنماط دماغه إلى تنشيطات مفتاحية، وتوفي ستيفن هوكينج بسلام في منزله في كامبريدج، إنجلترا، في 14 شهر مارس، 2018، عن عمر يناهز الـ 76.
تراث ستيفن هوكينج :
تكريما لمساهمته، سميت الكثير من المتاحف والمباني من بعده علي اسمه، فنجد متحف علوم ستيفن هوكينج في سان سلفادور، ومبنى ستيفن هوكينج في كامبريدج، ومركز ستيفن هوكينج في معهد بيريميتر في كندا، وساهم في سفرية شاغرة من الجاذبية في كوميت فوميت، من شركة الجاذبية صفر، ثمانية مرات في عام 2007، وكتبت قرينته الأولى، جين، الكثير من الكتب، بما في هذا، السفر إلى ما لا عاقبة وحياتي مع ستيفن.
وظهرت على المسرحية الهزلية الأمريكية المشهورة، نظرية التفجير أو الإنفجار العظيم، وقد كان هوكينغ يظن أن حياة البشر معرضة للخطر وتحدث "إن الحرب النووية المفاجئة، أو الفيروسات المعدلة وراثيا أو غيرها من المخاطر التي لم نفكر بها حتى هذه اللحظة" من الممكن أن تزيلنا عن الأرض.
حقائق وملخص بسيط عن ستيفن هوكينغ
- بالرغم من وجوده المؤثر علميا إلا أنه لم يحصل جائزة نوبل.
- لم يكن تلميذاً متفوقًا في دراسته، إلا أنه اهتم بكيفية عمل الأشياء، فقد كان يفكك الساعات والأجهزة الكهربائيه ، ويقول كذلك بأنه لم يكن جيداً في إعادة تركيبها مرة أخرى.
- لم يفضل علم الأحياء، بالرغم من إرادة والده في أن يدرس للطب.
- من إنجازاته مع جيم هارتل مناصفة بينهما، هي نظرية انعدام حدود الكون، وذلك علم 1983.
- يتميز بالروح الرياضية ، دائماً يعترف بالخطأ.
- عام 2009 حصل على أرفع تكريم مدني في أمريكا، الميدالية الرئاسية للحرية.
- يظن بأن هناك احتمالية لوجود الفضائيين.
من أقواله ( wikiquote.org )
- هدفي بسيط للغاية ، إستيعاب كامل للكون ، لماذا هو مثلما هو ، ولماذا هو موجود دائماً.
- الذكاء هو التمكن من التكيف مع التحويل.
- الهام هو أن لا تستسلم.
- حتى آينشتاين كان مخطئا عندما صرح : "الله لا يلعب ". النظر في الثقوب الدودية يوحي ليس حصرا أن الله يلعب النرد ، بل إنه من وقت لآخر يرمي النرد حيث لا بمكن مشاهدته.
- كل المؤشرات توميء إلى أنالله كان مقامر واقعيا للغاية ، والكون هو كازينو هائل ، حيث يتم رمي النرد ، وتدور دواليب الروليت في مختلف المناسبات.
- نحن مجرد سلالة متقدمة من القرود على كويكب للنجم الوسطي. ولكننا يمكننا إستيعاب الكون. ذلك ما يجعلنا شيئا خاصا بشكل كبير .
- لقد لاحظت الناس الذين يدعون أن جميع الأشياء مقدر ، وأننا لا يمكننا أن نفعل شيئا لتغييره ، أنهم ينظرون قبل عبورهم الشارع.
- أن يقتصر اهتمامنا على الموضوعات الدنيوية سيحد من روحنا البشرية.
- ليس من الملحوظ أن الذكاء يملك أي قدر للبقاء طويلا.
أهم الكتب التي قام بتأليفها :
- تاريخ موجز للزمن (1988)
- الثقوب السوداء والأكوان الناشئة ومقالات أخرى (1993)
- الكون في قشرة جوز (2001)
- على أكتاف العمالقة (2002)
لتحميل البحث على الـ Word قابل للتعديل بصيغة DOC
إرسال تعليق